أصيل زكريا
اندلعت الحرب في اليمن قبل ثمان سنوات، وأدت بشكل مباشر إلى تدمير النسيج المجتمعي في البلاد، ناهيك عن مقتل آلاف المدنيين، وتسببت أيضاً في رفع معدل البطالة إلى مستويات قياسية، لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب فقد أصبح اليمن يعاني من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بينما يحتاج حوالي 80% من السكان إلى المساعدات الإنسانية – بحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة .
وفي الوقت الذي بات اليمن فيه على حافة الهاوية، فإن منظمات المجتمع المدني لعبت أدوارًا أساسية في محاولة الدفع بالمجتمع في سبيل التعافي من الأزمات التي يمر بها المجتمع المحلي بصورة مستمرة، وذلك من خلال التركيز على البرامج والمشاريع التي من شأنها أن تترك تغيرًا إيجابيًا في الواقع، وتجعل المجتمع أكثر صلابة وقوة في مواجهة الأزمات التي يعاني منها، بما يعزز من صمودها المجتمعي .
منظمة شباب بلا حدود للتنمية وبمشاركة مؤسسة الشباب الجامعي ومبادرات شبابية في محافظة تعز عملت على إصدار تقرير بعنوان " قضايا الصمود المجتمعي في محافظة تعز 2022 م " وهو واحدة من الدراسات والتقارير القليلة التي تطرقت إلى جوانب القصور في الخدمات العامة , إضافة الى الدور المفترض ان تقوم بها السلطات المحلية والمنظمات المانحة و منظمات المجتمع المدني نحو تعزيز الصمود المجتمعي في المحافظـة .
أشارت الدراسة إلى أن المجتمع المحلي في تعز يعاني من عدة مشكلات بسبب الحرب، من تلك المشكلات: الطلب الكبير على المساكن وذلك بسبب النزوح ودمار البنية التحتية، فيما جاءت مشكلة غياب الكهرباء الحكومية في المرتبة الثانية، حيث أن 80% من العينة المستهدفة تعاني من عدم توفر الكهرباء، ويرزح الذين يملكون الكهرباء تحت عبء ارتفاع تكلفتها وسوء الخدمة المقدمة، بالإضافة إلى العديد من القضايا المجتمعية تطرق لها التقرير، والتي من شأنها أن تهدد التماسك المجتمعي، حيث أن 88% من العينة يستخدمون الحطب بدلًا من الغاز، و 58% يعانون بشكل دائم من صعوبة الحصول على الخدمات الصحية، ناهيك عن ارتفاع تكاليف التعليم والسفر وغياب الأمن والعدالة.
ومن أجل تحقيق الصمود المجتمعي على المنظمات أن تسعى بشكل جاد إلى استهداف الشباب لأنهم ركيزة المجتمع الأساسية، باعتبار أنهم أكثر فئة تتمتع بقدرات ومهارات أكثر من غيرهم، إلى جانب المواهب التي يملكونها، لذلك فإن منظمات المجتمع المدني في اليمن، وتحديدًا في تعز الواقعة وسط البلاد، تركز على الشباب بالدرجة الأولى، وذلك باعتبار أن مشاركة الشباب أمرًا ضروريًا لتقديم المساعدة الإنسانية الفعالة للمجتمع.
كما أن الدراسة الصادرة عن منظمة شباب بلا حدود وشركائها , تضمنت جملة من التوصيات التي يفترض أن تقوم بها منظمات المجتمع المدنـي , للعمل على تعزيز الصمود المجتمعي في المحافظـة , إن المشاريع والبرامج التي تنفذها منظمات المجتمع المدني في تعز، من شأنها أن تساهم بشكل مباشر في خلق مجتمع أكثر إيجابية , طالما تم تنفيذها وفقا ً لخطط ودراسات منطقية , وكذلك من خلال إشراك كافة الفئات المجتمعية الفاعلة في عملية التخطيط والتنفيذ لتلك المشاريع .